طرحت مبادرة بيرل ومنتدى ثروات للشركات العائلية، في حفل رفيع المستوى أُقيم في دبي يوم الخميس الموافق الخامس من يونيو، تقريراً لدراسات الحالة المتعلقة بالحوكمة الرشيدة في خمس شركات عائلية من الشرق الأوسط. وقد حضر هذا الحدث أصحاب الشركات العائلية وخبراء من الشرق الأوسط وأوروبا.

ويعتبر وضع نماذج الحوكمة المحكمة وخطط التعاقب الوظيفي السليمة اتجاهاً يكتسب زخماً متزايداً لدى الشركات العائلية في جميع دول الخليج والشرق الأوسط. ويدرس هذا التقرير البحثي الجديد الصادر تحت عنوان “الحوكمة الرشيدة في الشركات العائلية: خمس دراسات حالة من الشرق الأوسط” أُطُر الحوكمة لأبرز خمس شركات عائلية في المنطقة وهي: مجموعة شركات دبليو جي تاول، وسابيس®، ومجموعة العيسى، ومجموعة الزامل، ومجموعة ماجد الفطيم. ويقدم التقرير تحليلاً متعمقاً يمكن للشركات العائلية الأخرى البناء عليه.

وقد حظي التقرير بدعم من مكتب بينسنت ماسونز للمحاماة ومؤسسة إدارة الثروات كوتس. وطرح التقرير معلومات غير مسبوقة عن شركات عائلية عادة ما تكون خاصة للغاية، كما تناول التقرير سياسات وإجراءات الحوكمة الخاصة بهذه الشركات والتحديات والفرص التي واجهتها في التنفيذ. وتعتبر دراسات الحالة المفصلة هذه جزءاً من هدف مبادرة بيرل لبناء كيان بحثي خاص بالمنطقة يحسن معايير الحوكمة المؤسسية عبر العالم العربي.

وفي بحث سابق نُشر في عام 2013 ضمن تقرير “الشؤون العائلية: ممارسات الحوكمة في الشركات العائلية”، وجدت مبادرة بيرل أن أصحاب الشركات العائلية الخليجية يؤمنون أن الحوكمة المؤسسية في طريقها لتصبح عاملاً أساسياً في ضمان قوة الشركات على المدى الطويل وتحسين الشفافية والوصول إلى رأس المال والمواهب. ويؤمن الكثيرون أن تحسين الحوكمة سيعزز المهنية والتنافسية الدولية. وتكمن المعضلة الآن في التنفيذ الصارم لهذه الممارسات.

وقد خلصت المقابلات المتعمقة التي أجريت مع أصحاب الشركات الخمسة وإداراتها إلى وجود اتفاق جماعي حول أن الحوكمة المؤسسية هي أحد العوامل الأساسية في حماية قوة الشركات على المدى الطويل. وقد اتفق الجميع على أن نظم الحوكمة التنفيذية تؤدي إلى تحسين الشفافية والوصول إلى رأس المال واستقطاب المواهب. كما كان هناك توافق في الآراء حول عدم وجود أي قالب محدد لسياسات الحوكمة، إذ ينبغي في المقابل اعتماد أفضل الممارسات بما يتناسب مع كل شخص وعائلة ووضع. ووجد التقرير أن كل شركة من الشركات الخمسة بذلت جهوداً جبارة لوضع نظم للحوكمة المؤسسية تعكس ثقافة العائلة وتضمن التنفيذ المستمر لرؤيتها ومبادئها الأخلاقية. كما أوضحت تجربة كل شركة أن التأييد من جانب العائلة ووضوح الرسائل كانا عاملين حيويين إذا ما أُريد للمسيرة أن تنجح. وفي جميع الحالات التي تمت دراستها، كان لوجود رؤية وتوقع واضحين لهيكل الحوكمة دور أساسي في تحقيق النجاح.

ومن المعروف أن لكل شركة عائلية طبيعة فريدة عن غيرها، ولذا فمن المهم أن تتمتع أطر الحوكمة بالمرونة. غير أن هناك بعض التحديات المتماثلة بطبيعة الحال التي تواجهها كل شركة، ويُعتبر وضع إطار قوي للحوكمة عاملاً أساسياً في ضمان استمرار الشركة ونجاحها على المدى الطويل. وعلى مدار السنوات القليلة الماضية، أقبلت شركات عائلية عديدة عبر المنطقة على قبول الحاجة لتبني أفضل ممارسات الحوكمة المؤسسية، بل وشرعت في تطبيقها بالفعل. وبصدور هذا التقرير، نأمل أن نقدم بحثاً يمكن للآخرين الاعتماد عليه عند دراسة مبادرات الحوكمة الخاصة بهم. ومع بدء الشركات بصورة فردية في تنفيذ نماذج حوكمة قوية، تتمثل المرحلة التالية من عملية اعتماد هذه الممارسات في قيام هذه الشركات بتبادل أفضل الممارسات مع بعضها. ويشجع تبادل أفضل الممارسات الشركات الأخرى على اعتماد هذه المعايير رفيعة المستوى، مما يخلق حساً تجارياً جيداً لدى جميع أصحاب المصلحة في أسواقنا الإقليمية. ويحتل هذا الأمر أهمية خاصة، إذ يعني أننا قادرون على اعتماد أفضل الممارسات المناسبة على المستوى المحلي والتي يكون لها تطبيق فعلي وعملي داخل المنطقة.

ونحن ممتنون حقاً لكل شركة من الشركات العائلية التي سمحت لنا بإجراء مقابلات معها ونقدر لها أمانتها وصراحتها في جانب لطالما ينظر إليه على أنه شديد الخصوصية. ونأمل أن يساعد هذا التقرير المشترك الذي أعدته مبادرة بيرل ومنتدى ثروات للشركات العائلية في تقديم قاعدة معرفية قوية لمن يعملون داخل وخارج قطاع الشركات العائلية لفهم الضغوط والفرص التي يواجهونها بمزيد من التفصيل.