عام: 2021
منطقة: GCC

مبادرة بيرل تجمع مانحين ورواد أعمال خيرية لمناقشة أفضل ممارسات العطاء الهادف والمؤثر في حالات الطوارئ
عقدت مؤخراً مبادرة بيرل، المنظمة غير الربحية الهادفة إلى خلق ثقافة مؤسسية تقوم على المساءلة والشفافية في منطقة الخليج، اجتماعاً لأعضاء شبكة سيركل، وهي منصة أسستها مبادرة بيرل وزمن العطاء Philanthropy Age وتتعاونان أيضاً في تشغيلها، تضم مانحين إقليميين من أفراد ومؤسسات يطمحون إلى تحقيق نتائج أبلغ من مبادراتهم الخيرية. استطلع هذا الاجتماع الافتراضي المُعَنْون “العطاء الهادف في حالات الطوارئ” السبلَ التي يستطيع المانحون من خلالها توظيف أموالهم ومواردهم بصورة فورية وفعالة لسد الاحتياجات الطارئة للمجتمعات المنكوبة والحفاظ في نفس الوقت على استراتيجية مبادراتهم وتوافقها مع قيمهم وأهدافهم.
أدارت لورا هيوستِن، أخصائية المراقبة والتقييم لدى كير إنترناشونال، هذا الاجتماع وقدمت فيه عرضاً مشوقاً أبرزت فيه التعقيدات التي تواجهها الأعمال الخيرية في حالات الطوارئ مُستشهدةً بأمثلة من تجاربها الشخصية بينّت فيها كيف للعطاء أن يكون مؤثراً بحقّ وأن يساهم في تحقيق نتائج مستدامة للمجتمعات المتضررة بتمكينها من إعادة بناء ما خلفته الأزمات وحمايتها وتعزيز كرامتها على المدى الطويل.
لقد وصل عدد الأفراد المحتاجين إلى المعونات الإنسانية إلى أكثر من 324 مليون شخص ويُقدَّر المبلغ اللازم للاستجابة للأزمات في 2023 بمجموع 51.5 مليار دولار. تؤكد هذه الحقائق الحاجةَ الملحة إلى تعزيز المبادرات والأعمال الخيرية في حالات الطوارئ لدعم المجتمعات المنكوبة وضمان استدامة آثار المساعدات المقدمة. من هذا المنطلق، حثّ هذا الاجتماع المشاركين على اتباع منهجيات عطاء استباقية وأكثر استراتيجية لتكون أكثر نجاعة وقدرة على سد الاحتياجات الطارئة فور وقوع الأزمات وكذلك وضع أساس قوي مستدام تقوم عليه التدخلات المستقبلية. وناقش المجتمعون التحديات والفرص المصاحبة لجهود إعادة البناء في ظل الأزمات، وبحثوا أيضاً في تعقيدات المبادرات الخيرية في الطوارئ وبيّنوا أهمية الشفافية والمساءلة لنجاح هذه المبادرات.
وقالت في هذا الخصوص لورا هيوستِن: “غالباً ما يكون العمل الخيري في الأزمات مشحوناً بالعاطفة غايته تلبية الاحتياجات الفورية الطارئة للمجتمعات المتضررة، لكن هذا لا يمنع أن يكون العطاء في الطوارئ والأزمات استراتيجياً أيضاً يساعد المجتمعات على إعادة بناء حياتها بصورة أفضل وأكثر استدامة. ونحن نأمل أن تكون هذه الجلسة قد أضاءت على منظور جديد يُبيّن للمشاركين كيف يعززون آثار عطائهم ويقدم لهم طرقاً عملية لتوظيف القدرات المحلية الكامنة في المجتمعات التي يعملون ضمنها.”
ومن العبر المنبثقة من هذا الاجتماع أهمية الثقة والمساءلة، والحاجة إلى فهم الاحتياجات المحلية، والاستفادة من الخبرات المحلية، وترسيخ البنى التحتية، ودعم المجتمع المدني، مع التأكيد على ضرورة تعزيز مرونة المجتمعات لتكون أكثر مناعة ضد الأزمات الإنسانية في المستقبل.
وقالت أنيسة بنجاني، مديرة برنامج الحوكمة في العمل الخيري لدى مبادرة بيرل، معلقة على نجاح هذا الاجتماع الافتراضي: “نحن شديدو الامتنان للزميلة لورا لمشاركتها إيانا تجاربها القيمة، وسعيدون بالفرصة التي أتاحها هذا الاجتماع لنا لمدّ أعضاء شبكة سيركل برؤىً قيمةً عن هذا الموضوع الذي تعاصره العديد من شعوب العالم. من أهم مكونات العطاء الفعال أن تكون المبادرات الخيرية المنفذة عند وقوع الأزمة أو الكارثة أكثر استراتيجية ووعياً، تماماً مثل المبادرات الاستباقية المنفذة قبل وقوع الأزمات استعداداً لها. لقد كان نصيب هذه المنطقة من الأزمات وافراً في السنوات القليلة الماضية، الأمر الذي يوجب على المانحين أن يكونوا متأهبين للاستجابة بصورة فورية للأزمة الواقعة، وأن يسعوا في نفس الوقت إلى وضع أساس قوي تستطيع المجتمعات المتضررة أن تستند إليه في التعافي والازدهار على المدى الطويل.”
وجدير بالذكر أن هذا الاجتماع الذي نظمته مبادرة بيرل مع شبكة سيركل عن “العطاء الهادف في حالات الطوارئ” قدم فرصة ممتازة للجهات الخيرية والمانحين على المستوى الإقليمي لمناقشة أفضل الممارسات الداعمة لجهود الإغاثة في حالات الطوارئ. وتصبو مبادرة بيرل عبر هذا النشاط إلى تشجيع مجتمع المانحين على تبني منهجية عطاء استراتيجية ومدروسة لتكون نتائج أعمالهم ومساعيهم الخيرية أبلغ تأثيراً وأكثر استدامة.