عقدت مبادرة بيرل، المنظمة الغير ربحية الهادفة بقيادة الأعمال إلى بناء ثقافة من المساءلة والشفافية المؤسسية عبر القطاع الخاص في منطقة الخليج، مؤخراً اجتماعاً افتراضياً بعنوان “التمويل المؤثر” ضمن برنامجها الحوكمة في العمل الخيري، بحث فيه المجتمعون في الطرق التي يمكن للمانحين فيها أن يحدثوا بمبادراتهم الخيرية تغييرات اجتماعية إيجابية مستدامة، وتحديداً عن طريق تقييم التقدم الذي تحرزه مبادراتهم هذه وقياس الأثر الناتج عنها. وحضر الاجتماع أعضاء شبكة سيركل التي تضم مانحين أفراد ومؤسسات يرتبطون بمنطقة الشرق الأوسط، تأسست بتعاون بين منظمتي مبادرة بيرل وزمن العطاء Philanthropy Age وهما القائمتين أيضاً على تشغيلها.

وشارك في الجلسة المتحدث الرئيسي كيفين ستار، الرئيس التنفيذي لمؤسسة مولاغو، وهي مؤسسة خاصة تركز على الأعمال الخيرية ذات النتائج شديدة التأثير، وأبرز في حديثه أهمية تحمل المانحين مسؤولية ما تُفضي إليه مبادراتهم من آثار ونتائج والدور الأساسي الذي يؤدونه في المحيط الخيري. وأوضح أنه في المقام الأول، يتعين على المانحين، رغم حسن نيتهم ورغبتهم الخالصة بالتغيير والتأثير، أن يحددوا مهمتهم وأهدافهم وقياس أثر عطائهم ومبادراتهم بصورة فعالة واضحة.

ومع التوقع بأن تبلغ قيمة الأعمال الخيرية عالمياً 810 مليار دولار، أكد كيفين ضرورة أن تُحدِّد المنظمات الخيرية والجهات الممولة لها التأثيرَ المنشود من مبادراتها بوضوح لتتمكن من تحقيقه. وشدد هذا الاجتماع على وجوب تعقب المانحين لمجرى مبادراتهم وتقدمها والتحقق من أنها تصب في الأهداف والآثار الموضوعة بنطاقها الأشمل، ليضمنوا ألا تؤول أموالهم إلى منظمات وبرامج غير كفؤ. وتوضيحاً لذلك، يؤكد الخبراء أن المنظمات الخيرية بالغة التأثير تتفوق بأدائها على المعدل بواقع 100 ضعف إذ أنها تركز بصورة أكبر على تحديد أهدافها وتقييم تقدمها في مختلف مراحل أعمالها.

وقالت في هذا الصدد أنيسة بنجاني، مديرة برنامج الحوكمة في العمل الخيري لدى مبادرة بيرل: “سعيدون جداً بمشاركة كيفين ستار من مؤسسة مولاغو ليتناقش وأعضاء شبكة سيركل عن الاستراتيجيات التي أثبتت جدواها في تحديد المبادرات شديدة التأثير وتمويلها بفعالية. وبتوفير منصة للاجتماع وتبادل أمثل الممارسات والخبرات، نأمل أن نستمر في التشجيع على ترسيخ أسس حوكمة متينة في مجال الأعمال الخيرية عبر منطقة الخليج. التمويل الهادف إلى التأثير ليس مجرد مطلب أساسي لنجاح المبادرات الخيرية وفعاليتها، بل هو أيضاً السبيل المؤدي إلى استدامة التغيير الإيجابي على المدى الطويل في المنطقة.”

وتعليقاً على الجلسة، قال كيفين ستار: “نرغب من خلال هذه الجلسة في إطلاق حوار هام حول الدور الحاسم للمساءلة في تحقيق التأثير في العمل الخيري. يشهد العمل الخيري نموًا عالميًا، لكنه ليس مكفيًا أن نرغب في فعل الخير – يجب أن نوجه الأموال بشكل أكثر فعالية إلى تلك المؤسسات القادرة بشكل أفضل على تحقيق التغيير في حياة الأشخاص الذين نخدمهم.”

.

وأكد المتحدثون أيضاً أهمية الاستثمار في الحلول القابلة للتوسع لضمان استمرار النتائج على المدى البعيد. واختُتمت الجلسة بفقرة أسئلة وأجوبة أتاحت للحاضرين مناقشة التحديات التي يواجهونها مباشرة مع كيفن ليستفيدوا من المنهجيات والممارسات الناجعة المتبعة في مؤسسة مولاغو.

ويُذكر أن اجتماع “التمويل المؤثر” يصب مباشرة في تحقيق مهمة مبادرة بيرل وهدفها إلى رفع مستوى ممارسات الحوكمة الرشيدة في محيط الأعمال الخيرية بتوفير منصة للنقاش وتبادل الأفكار لتوجيه الجهات المنخرطة في المنظومة الخيرية وتوعيتها وتقديم الدعم لها لتعزيز آثارها ونتائجها.