تدخل الغالبية العظمى من الشركات العائلية حاليًا في جيلها الثاني في جميع أنحاء المنطقة، وستخضع لعملية انتقال من جيل إلى جيل في الإدارة والقيادة على مدى السنوات الخمس إلى العشر القادمة. وبالنظر إلى المساهمة الاقتصادية والاجتماعية الكبيرة التي تقدمها الشركات العائلية لاقتصاد منطقة الخليج، فانه من الضروري أن تحـدث عملية الانتقال هذه بسلاسة.

ومع ذلك، هناك عدد من المخاطر التي يمكن أن تؤثر على استمرارية الشركات العائلية، ويعد ضمان استدامتها أمر دقيق يتطلب إدارة متناغمة لشؤون العائلة والشركات والملكية لتجنب خطر النزاعات.

إن عدم وجود نظام حوكمة في الشركات العائلية يؤدي إلى خلق تصادم في الشؤون العائلية وشؤون الشركات، وهذا يؤدي إلى حدوث نزاعات في العائلة قد تنتقل إلى الشركات وبالعكس، مما يتسبب في إحداث تأثير طويل المدى على استدامة الشركات والوفاق العائلي.

وعليه، لا بد من وجود إطار حوكمة للشركات العائلية يحدد نظامًا مشتركاً للقيم والأهداف، بالإضافة إلى هيكل لحل النزاعات.

قدمت هذه المحاضرة بقيادة أمين ناصر، مستشار أول لشؤون الشركات العائلية في شركة “برايس ووتر هاوس كوبرز” في الشرق الأوسط، سلطت الضوء على عناصر وديناميات الشركات العائلية في منطقة الخليج، واستعراض استراتيجيات ووسائل لإدارة النزاعات.

تعرفنا في هذه المحاضرة على ما يلي:

  • تواجه الشركات العائلية العديد من التحديات التي قد لا تضطر الشركات الأخرى إلى مواجهتها، وذلك بسبب العناصر المتداخلة التي تشمل العائلات والشركات. وبالإضافة إلى عدم الاستقرار الاقتصادي ووجود الأوبئة العالمية، تكافح الشركات العائلية من أجل الموازنة بين احتياجات العائلة واحتياجات الشركة، وبالتالي فهي عرضة للمخاطر التي تؤثر على  العلاقات العائلية، وكذلك الملكية والتعاقب الإداري؛ فكل ما سبق يهدد بقاء الشركات.
  • ينبغي على الشركات العائلية وضع اطر واضحة وثابته فيما يخص جميع العناصر لتجنب النزاعات، وكذلك وضع قواعد وبروتوكولات لإدارة النزاعات، وإضفاء طابع رسمي على العلاقة بين أفراد العائلة، وبالتالي سينعكس استقرار العائلة ونجاحها بشكل إيجابي على الشركة.
  • عادةً ما تنشب العديد من الخلافات في الشركات العائلية في المنطقة، أو على الأقل تتأخر بسبب ثقافة احترام الأجيال الأكبر سناً. ومع ذلك، غالبًا ما تدخل هذه العائلات في نزاعات عندما ينتهي عهد جيل القيادة القديم ويظهر الجيل الجديد.
  • تتواجد الخلاف والنزاعات في جميع الشركات العائلية، ولا يدل هذا على ضعف في الإدارة أو الأداء، حيث تحدث النزاعات في المقام الأول بسبب عدم تلبية توقعات المساهمين من أفراد العائلة وغيرهم. وغالبًا ما يتفاقم هذا بسبب عدم وجود تواصل واضح وشفاف مع أصحاب المصلحة، إذ أنه مع انعدام الشفافية، من المرجح أن يطرح المساهمون أسئلة كثيرة حول تخفيض توزيع الارباح، وخاصة خلال أوقات انخفاض الربحية.
  • من الضروري فهم ديناميكية أفراد العائلة داخل الشركات العائلية، ويتجلى هذا عادة في ثلاثة نماذج وهي: الأسرة والملكية والشركة/ الإدارة. ويمكن تخفيف النزاعات من خلال استخدام آليات وأنظمة الحوكمة المؤسسية لإضفاء الطابع الرسمي على العلاقات والتفاعل بين الأنظمة المختلفة. وكذلك يمكن تقليل حدوث النزاعات والخلافات من خلال الإجراءات الرسمية الأخرى المتبعة في التعامل مع الشركات العائلية، مثل اللجان القضائية أو المجالس العائلية أو مجالس المساهمين، أو توكيل مستشارين مؤتمنين. ومن المهم أيضًا إشراك المساهمين السلبيين الذين يمكنهم تقديم دعم إضافي للعائلة.
  • من الضروري أن تلتزم العائلات بعدالة ثابته، سواء مع أفرد العائلة أو غيرهم، واعتبارها العنصر الأكثر أهمية لإدارة النزاعات.

الاثنين, يونيو ١٥, ٢٠٢٠
3.00 PM إلى 4.00 PM
Arabian Standard Time

تسجيل

    سجل للحصول على اخر اخبارنا

    سجل في نشرتنا بعنوان بريدك الإلكتروني حتى تكون أول من يعلم بآخر مستجدات موائدنا المستديرة ومنشوراتنا


      Sign up for our Newsletter

      Register your email with us and be the first to know about our latest roundtables and publication.