تعاونت مؤخراً مبادرة بيرل، المنظمة غير الربحية الهادفة بقيادة القطاع الخاص إلى تحسين مستويات المساءلة والحوكمة المؤسسية عبر المؤسسات الخاصة في منطقة الخليج، مع سابك، في تنفيذ سلسلة جلسات بعنوان “كسر التحيزات”، هدفها توعية طلاب الجامعات بالتحيزات المقصودة والتي تحدث عن غير وعي في مكان العمل والطرق التي يمكنهم من خلالها تجنب هذه المواقف والتعامل معها بتطبيق الممارسات الفعالة المتبعة لدى سابك.

وشارك في هذه السلسلة أكثر من 850 طالباً وطالبة من ست جامعات في المملكة العربية السعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة، تعرفوا فيها على مختلف أنواع التحيزات الشائعة في أماكن العمل، كالتي تكون مبنية على العمر والجنس والاسم، وكيف لهذه التحيزات أن تؤدي بالنتيجة إلى التمييز والتحرش إن لم تُعالَج بالصورة الصحيحة.

وقدّم خلال الجلسات بكر سندي، مدير أول لبرامج الامتثال في الشرق الأوسط وأفريقيا لدى سابك، وشذى الشمري، مديرة أولى للموظفين الجدد في سابك، للطلبةِ المشاركين أمثلةً عن الأنواع والمستويات المختلفة التي تتمثل بها التحيزات.

قال بكر سندي: “من واجبنا نحن قادة الأعمال اليوم أن نُعِدَّ قادة المستقبل بتوعيتهم وتعريفهم بالقيمة الهائلة للتنوع والشمول في بيئة العمل لتكون قائمة على الإبداع والابتكار والإنتاجية. وبتعاوننا مع مبادرة بيرل في تنفيذ مبادرة “كسر التحيزات”، سنضمن أن تكون قوى العمل المستقبلية والشباب مدركين تماماً لما يمتلكونه من حقوق وقادرين على رصد حالات التحيز حين وقوعها سواء كانت مقصودة أو عن غير وعي، ومستعدين لمواجهتها والتغلب على تحدياتها بالموارد والوسائل المناسبة.”

التحيزُ في مكان العمل مشكلةٌ شديدة الآثار والتبعات، تؤدي إلى العزلة الاجتماعية وحتى إلى مشكلات صحية تؤثر على إنتاجية الموظفين ومستويات استبقائهم، وتُفقِد من يتعرض لها من الموظفين الرغبة بالمشاركة والعطاء، ونتيجةُ هذا الشعور بالاستبعاد والانعزال ملياراتٌ تخسرها الاقتصادات كل عام حسب التقديرات. توضيحاً لذلك، تفيد مؤسسة غالوب أن مثل هذا الشعور الناتج عن التحيز في مكان العمل لدى الموظفين يُخسّر الشركات في الولايات المتحدة الأمريكية من 450 مليار إلى 550 مليار دولار كل عام. وتشير دراسة أجراها مؤخراً مركز ابتكار المواهب بعنوان “وقف التحيز، خلق القيمة”، أن 33% ممن أفصحوا عن تعرضهم للتحيز يشعرون أنهم مستبعدون وغير مُنتمون، كما أفاد 34% منهم أنهم أعرضوا عن التعبير عن أفكارهم وطرح الحلول والمشاركة نتيجة لذلك. كما أن 80% ممن شاركوا في الدراسة قالوا أنهم غير مستعدين لتوصية العمل لدى الشركة التي تعرضوا فيها للتحيز.

وأضافت فينيتا ماثيو، استشارية برامج أولى في مبادرة بيرل: “قد تكون آثار التحيز المقصود أو غير الواعي في مكان العمل وخيمة، ليس فقط على الأفراد الذين يتعرضون لها بل وحتى للمؤسسة بأكملها، وللاقتصاد وللمجتمع ككل، وتوعية الشباب بهذه التحيزات هي خطوة أساسية مهمة نحو بناء مجتمع أكثر شمول وعدل وتكافؤ. وهذا التوجه مهم جداً ليس فقط لأنه يحفز التفكير النقدي، بل وكذلك لأنه يفتح أبواب الحوار ويُبيّن الاستراتيجيات الأمثل لإدارة التحيزات المحتمل وقوعها في مكان العمل.”

وأشاد الطلاب المشاركون بالجلسات، إذ وجدوا محتواها تثقيفياً ومثيراً للاهتمام، واكتسبوا منه معارف وأدوات ستفيدهم في تحديد حالات التحيز في مكان العمل وتمكنهم من التعامل معها.

ويُذكر أن مبادرة “كسر التحيزات” هي تعاونٌ بين مبادرة بيرل وسابك، تهدف إلى الوصول إلى شريحة الشباب في منطقة الخليج وتوعيتهم والتفاعل معهم ضمن إطار برنامج سابك “من الشباب للشباب”، كما تنفذ سابك مجموعة من البرامج المخصصة للشباب، منها المجلس القيادي للشباب وشباب سابك المهنيين.

للمزيد من المعلومات عن الشراكات وبرامج التدريب، يرجى التواصل مع مبادرة بيرل عبر: enquiries@pearlinitiative.org