الجيل الجديد من القادة
“إذا أخفقنا في تثقيف الشباب وتنمية مهاراتهم
وتوليد روح التميز والإبداع فيهم،
فلن نصل بحال من الأحوال
إلى عملية تنمية ناجحة”.
صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة ورئيس مجلس الوزراء في دولة الإمارات وحاكم دبي
لقد سعدت بالتعامل مع العديد من طلاب الجامعة مؤخراً، وإنه لمن الممتع أن تتابع وتتعامل عن قرب مع العقول الطموحة وعميقة التفكير والباحثة عن المعرفة لشباب اليوم الطموح.
وعلى سبيل المثال، شاركت الأسبوع الماضي في جلسة مع برنامج دبي لتدريب رواد الأعمال، الذي يجري تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة ورئيس مجلس الوزراء في دولة الإمارات وحاكم دبي. ويمنح هذا البرنامج الطلاب الصينيين حديثي التخرج فرصة الدراسة والعمل في دبي فضلاً عن تنمية مهاراتهم كقادة للأعمال في المستقبل. وقد سرني الدخول في نقاش منفتح وممتع وواسع النطاق حول الأخلاقيات والنزاهة الشخصية في العمل مع مجموعة رائعة من الطلاب الصينيين حديثي التخرج كهؤلاء. وقد ناقشنا وقارنا بين التجارب المتعلقة بممارسات الامتثال في الصين ومنطقة الخليج، بدءاً من الإبلاغ عن المخالفات الداخلية إلى مدونات قواعد السلوك والهدايا والضيافة. وتعتبر هذه الأحداث التفاعلية المباشرة المتنوعة وواسعة النطاق السبيل الوحيد الذي نستطيع من خلاله أن نتعلم من بعضنا ونقف على أفضل طرق العمل في الأسواق الدولية وعبر مختلف الثقافات.
لقد أصدرنا مؤخراً أحدث تقرير في سلسلة مبادرة بيرل عن دراسات الحالة المتعلقة بالممارسات المؤسسية الجيدة في منطقة الخليج. ويشمل التقرير أفضل خمس دراسات حالة قام الطلاب بإعدادها عن النزاهة والشفافية المؤسسية في مسابقة دراسات الحالة للطلاب في دولة الإمارات العربية المتحدة لعام 2014. وقد أبدى الطلاب من الجامعة الأمريكية في الشارقة وجامعة زايد وكلية دبي للطالبات وكلية دبي للطلاب فهماً رائعاً للجوانب العملية في تطبيق الممارسات المتعلقة بالنزاهة وإعداد التقارير المتكاملة في الشركات في دولة الإمارات.
ولا أستطيع أن أقلل من أهمية عملنا في المساعدة على صياغة مواقف الجيل القادم من القادة تجاه النزاهة. ويعتبر طرح موضوعات أخلاقيات العمل في حياة الطلاب من خلال النقاش المباشر وإعداد دراسات الحالة عنصراً حيوياً في تنمية وعيهم بمسائل النزاهة الشخصية في مجال العمل. ويمكننا أن نطبق أشد أنظمة الامتثال والمراجعات دقة وصرامة، لكن إذا لم يكن لدينا في مؤسساتنا أفراد يتمتعون بوعي تام بمسائل النزاهة الشخصية، ستظهر دائماً مواطن خلل