مناقشة التقارير المتكاملة في دبي
كان يوم الأربعاء الماضي يوماً عظيماً لمبادرة بيرل حيث أنه شهد اثنين من الفعاليات التي أقيمت في دبي.
الفعالية الأولى عقدت بالتعاوني مع غرفة دبي للتجارة والصناعة بشأن “الممارسات الجيدة في إعداد التقارير المتكاملة” ومما أدهشني حقا في دورة العمل هذه هو المستوى العال من الوعي والالتزام والاهتمام بهذا الموضوع من قبل المشاركين. دار النقاش بقيادة شركات: أبراج كابيتال، وأجيليتي، وKPMG، وكان نقاشاً مستنيراً جدا عن الحاجة إلى تطوير الطريقة التي يتم عمل التقارير بها والنتائج والفوائد التجارية الناتجة عن التحرك نحو عمل تقارير متكاملة استراتيجية وقابلة للقياس.
من الناحية التاريخية، تميل التقارير السنوية للشركات للتركيز على النتائج المالية حتى أن بعض الشركات تقوم بإصدار تقرير ثاني يحتوي على تحليل إضافي عن المسؤولية الاجتماعية للشركات (CSR) أو ما يتعلق بالحوكمة البيئية والاجتماعية(ESG) . أما التقارير متكاملة فهي تعرض جميع البيانات الواردة ذات الصلة في تقرير تطلعي واحد، وتقدم للجهات المعنية والمستثمرين فهم أفضل للاستدامة طويلة الأجل للشركة ولجميع أعمالها، بما في ذلك الفرص والتحديات والمخاطر المحتملة، فالطريق إلى الأمام يبدوا معها واضحاً وهو: “علينا أن نبتعد عن المقاييس المالية التقليدية ونعمل على إنشاء نظرة “شمولية” لأداء الأعمال.”
لا يوجد هناك نموذج موحد حتى الآن للتقارير المتكاملة لأنه مفهوم جديد نسبياً، ومن صناعة إلى أخرى أو من منطقة إلى أخرى هناك تركيز متفاوت على أهمية المواد التي يجب أن تذكر في التقارير، فعلى سبيل المثال فالشركات التي تواجه قضايا هامة تحتاج لمعالجة فيما يتعلق بالقوى العاملة لديها قد تشعر بأن تقاريرها المتكاملة ينبغي أن يكون التركيز الأكبر فيها على الناس، وهناك أيضا تسليط للأضواء على أهمية السمعة والثقة، فإذا لم يكن لديك مصداقية أو ثقة من خلال الشفافية والمساءلة، يمكن أن تصبح أعمالك كلها عرضة للمخاطر.
الشركات تدرك الآن أن التقارير ينبغي أن تكون عملية مستمرة، وأن جمع البيانات ينبغي أن يتم على مدار العام كله وليس فقط كعملية تتم مرة واحدة في العام، فإذا تعود جميع الموظفين على إعداد التقارير بشكل مستمر فإن هذا الأمر سيزيل الضغط الواضح على الموارد الذي يشهده البعض حاليا في إعداد التقارير السنوية.
لا يوجد شك في أن حاجة العمل لإعداد التقارير المتكاملة هي حاجة ملحة جدا وسوف نستمر في اتخاذ خطوات كبيرة في المنطقة من خلال العمل عن كثب مع الشركات في جميع أنحاء دول مجلس التعاون الخليجي نحو تحقيق هدفنا المشترك، وقد تكون رحلتنا طويلة بعض الشيء ولكننا نتخذ خطوات إيجابية في الاتجاه الصحيح.