زيادة عدد الكوادر النسائية في المناصب الإدارية
نبدأ الآن في مبادرة بيرل في تنفيذ مجموعة من البرامج الرئيسية التي من شأنها تعريف قادة مؤسسات الأعمال بالطرق العملية لتعيين وترقية المرأة إلى المناصب العليا في منطقة مجلس التعاون الخليجي، ومن ثم إيجاد مجموعة أكبر من السيدات المؤهلات لشغل عضوية مجالس الإدارات. وترتبط جدوى زيادة مستويات التنوع في مجالس الإدارات وفرق الإدارة العليا ارتباطاً واضحاً بالأثر الإيجابي لهذا التنوع على عملية صنع القرارات الاستراتيجية، وتحسين الحوكمة، وتحقيق أقصى استفادة من المواهب، والفهم الجيد للأسواق المستهدفة.
وتضم المرحلة الأولى من برنامجنا إجراء استقصاء بحثي مكثف ونشر تقرير بالأفكار المتعمقة وتنظيم منتدى رفيع المستوى من المقرر عقده في شهر أكتوبر 2014. وسوف يشهد هذا المنتدى طرح التقرير وإجراء حوار بين قادة مؤسسات الأعمال حول القضايا المتناولة واستنتاجات التحليل وتبادل وتطوير الممارسات المؤسسية الجيدة.
ويتم تنفيذ البرنامج بالتعاون مع الاتفاق العالمي للأمم المتحدة ومجلس سيدات أعمال الشارقة، مما يسمح لنا بتحقيق أقصى استفادة ممكنة من أفضل الممارسات العالمية وضمان أن يكون عملنا موجهاً في الأساس إلى المنطقة ومناسباً لها.
وقد أجريت العديد من الدراسات حول العلاقة المتبادلة بين مجالس الإدارات التي تضم أعضاءً من كلا الجنسين وأداء الشركات، وخلص العديد من هذه الدراسات إلى نتائج إيجابية. فقد توصلت دراسة أجرتها منظمة كاتاليست لأفضل 500 شركة حسب قائمة مجلة فورتشن أن الشركات التي ترتفع نسبة السيدات في مجالس إدارتها تتفوق في أدائها عن الشركات الأخرى بنسبة 66 بالمائة. كما وجد معهد كريدت سويس ريسيرش على مدار السنوات الستة الماضية أن أداء الشركات التي تضم امرأة واحدة على الأقل في مجلس إدارتها تفوق على أداء الشركات الأخرى التي لا تشغل المرأة فيها أية مقاعد في مجلس الإدارة بنسبة 26 في المائة.
وفي العام الماضي، أجرت مبادرة بيرل مقابلات مع ممثلين من أكثر من 100 مؤسسة وشركة عائلية في منطقة الخليج العربي، ووجدت المبادرة أن مجالس الإدارات في 32 بالمائة من هذه المؤسسات تضم أعضاءً من كلا الجنسين. وهذا يتناقض مع شغل المرأة لنسبة 1.5 بالمائة فقط من مقاعد مجالس إدارات الشركات المدرجة في منطقة الخليج. وينبؤنا هذا أن المشكلة الحرجة تتمثل في تعزيز مجموعة الكوادر النسائية الماهرة حتى تصل المرأة إلى مستويات الإدارة العليا داخل المؤسسات.
وعرضت شركة برايس وتر هاووس كوبرز تشبيهاً بليغاً في تقريرها العالمي لعام 2008 الذي صدر تحت عنوان “المسار المثقوب: أين قياداتنا النسائية؟”. وننقل عن التقرير ما يلي:
“تخيل أنك قائد مجتمع غني بالموارد بما في ذلك مورد مياه على درجة كبيرة من الأهمية، إذ أن لمورد المياه هذا قيمة بالغة لأنشطة مجتمعك ومحاصيله. ونظراً لأن المياه سلعة نادرة، يدفع المجتمع تكلفة باهظة للحصول عليه، فهو يوفر التربة الخصبة وقنوات التوزيع الكبيرة وينمّي المنتجات الرائعة. ويُعتبر مجتمعك مجتمعاً رائداً في قدرته على بناء بيئة قوية مستدامة، مما يستقطب مزيداً من الأفراد الراغبين في العيش في مجتمعك. وينبهك نظام المراقبة إلى وجود تسريب في خط أنابيب المياه الثمينة، وبالبحث يتبين وجود تسريب كبير في خط الأنابيب منذ فترة طويلة، مما أدى إلى اختفاء قدر كبير من المياه وذهابه إلى المجتمعات الأخرى التي يمر فيها خط الأنابيب. وبذلك تكون قد فقدت قدراً كبيراً جداً من المياه. وهذا يكلف مجتمعك مبالغ طائلة بسبب هدر الموارد وخسارة الإنتاجية وعدم تطوير البنية التحتية الفعلية لمجتمعك.
فماذا أنت فاعل؟
• هل ستنتظر فعلاً أن يقوم التسريب بإصلاح نفسه؟
• هل ستبذل الجهد المطلوب لإصلاح التسريب باعتباره أولوية؟
يعكس هذا التشبيه بخط أنابيب المياه الوضع الذي تجد فيه العديد من المؤسسات نفسها عندما تخسر باستمرار الكوادر النسائية الماهرة.
ويركز برنامج مبادرة بيرل المعني بالمرأة في المناصب الإدارية على معالجة هذا التسرب في الكوادر الماهرة في منطقة الخليج من أجل إلقاء الضوء على آراء النساء اللاتي يشغلن مناصب إدارية رفيعة وتجاربهن ومستقبلهن في هذه المناصب، والمشكلات والتوجهات والممارسات الجيدة المتعلقة بالتطور الوظيفي للمرأة في المؤسسات عبر مختلف أرجاء منطقة الخليج. كما سيقدم البرنامج قيمة للمؤسسات العاملة في المنطقة، من خلال عرض نظرة متعمقة حول تجارب القيادات النسائية الحالية والمحتملة، ومن ثم تمكين هذه المؤسسات من تقييم أدائها وتطوير مناهجها في زيادة عدد النساء في مناصب القيادة العليا وفي مجالس الإدارات.
ولم يسبق إعداد ونشر مثل هذا العمل في منطقة الخليج، ويُعتبر هذا البرنامج البحثي ذا أهمية خاصة في ظل الجهود التي تبذلها حكومات خليجية عدة لزيادة مستوى مشاركة المرأة في القوى العاملة والمناصب العليا ومجالس الإدارات.
تابعوا هذا البرنامج في عام 2014، حيث نقوم بتطوير فهم إقليمي عميق لهذا الموضوع واستخدامه في قيادة الحوار وإحراز التقدم في هذه القضية المهمة المتعلقة بالحوكمة المؤسسية في المنطقة!